يقال انه في عرف الرجل هناك الكثير من المزاجية.. وأعترف وأقر بأن المزاجية هي ما أبعدني حيناً من الزمن عن زاويتي الملقاة على كتف الطريق ..
ولكن .. هل هي صدفة أم قدر.. مررت بها في حينٍ من الليل .. وجدتها مغبرّة تشوبها خيوط الإهمال.. لم يعتني بها أحد من بعدي ولم يزرها هاجس .. وكأنها تنتظر عودة من أفرغ ذاك البوح هنا .. في الحقيقة عندما مررت بها سمعتها وكأنها تُتَمتم بصوت خافت وتغني بلحن ذاك الأصيل في رائعته.. وتسأل..
بذمتك.. عاد قلبك مثل ما خابر..؟!
وكأن تلك الزاوية التي تقع في تلك الصحراء من أقاصي تلك الشبكة تحدثني وتعاتبني على الغياب.. عذراً زاويتي فمزاجيتي قاتِلَتي .. وتسويفي يقضي عليّ حتى صرت أحمل شهادة الدكتوراه في اللامبالاة .. فهل يكفي اعتذاري ..؟
صدقيني.. عدم اهتمامي وإهمالي لم يكن حكراً عليكِ وانما طال بأنيابه كل أنحائي و بعضي وما يشكّل كل مجالاتي ..! بلا استثناء .. لم يعد للوقت أي أهمية فاليوم مثل الأمس والغد كما السنة الماضية وهكذا .. لم يعد للإحساس أي قيمة فأخذته وغلّفته في حقيبة من النوع القديم كما ملابس الشتاء .. فركنته والحقيبة في مستودع يكسوه الجفاف .. وتستقر به العنكبوت وخيوطها.. وصرت أسوق الأقدام بلا حساب .. وأعيش بلا قيمة .. فلم يعد للطموح أي معنى .. في البداية لم استسغ تلك الحالة ولكن مع مضي الوقت راق لي عالم السير بلا خطى و المضي بلا تفكير حتى صار الفراغ يملأني ... يملأني حتى صار مصدر ازعاج من شدة فراغه
لا والله ماني مثل منت خابر
احباط .. محاولات للتقدم بائت بالفشل .. استنهاض لخطوات لم يكتب لها التحرك فتعثر عند الشروع في البدء .. كل رغبة عند ولادتها إما ان تولد مشوهة أو ان الوئد مصيرها من بعد ..
وهل للاعتذار قيمة عند العودة من الغياب ..؟
وكما يقال أيضا في عُرف الرجل أن جُلّ مخاوفه تكمن في " الخوف من الرفض " و " الخوف من الفشل " أما أنا فقد نلت من الرفض ما يكفي .. ومن الفشل ما أني لا أعرف للنجاح طريقاً .. فهل تكفي هذه المبررات لأن أكون في اللاعمل الذي يؤدي إلى عدم تحمل المسؤولية الذي بدوره يذهب إلى اللامبالاة ليكون في طريق الأحباط الذي يؤدي مع استمراره والأهمال في معالجته ليصب في بحر اللا إحساس
وهل للتبريرات معنى عند العودة من الغياب ؟
ولكني لم أزل ذاك الطموح .. تلك الهمة لم تزل تراودني .. الإمام الشافعي رحمه الله في بعض من أبيات خالدته المشهورة "دع الأيام" يقول:
و رزقك ليس ينقصه التأني .. وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور .. ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع .. فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا .. فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن .. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
ولا حزن يدوم ولا سرور .. ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع .. فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا .. فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن .. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
و يقول العم نيوتن " لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار تعاكسه في الاتجاه " في المقابل فعل الإحباط لا بد له من ردة فعل تساويه في المقدار تعاكسه في الاتجاه
دقت ساعة الصفر..
إلى الأمام ..
إلى الأمام ..
ثورة..
ثورة