Friday, December 26, 2008

حمد

أجد صعوبة في ايجاد الكلمات ... لم أتعود على كلمات الوداع ... فللوداع حسرة لا أطيقها .. رغم أني دائم الوداع !!


قبل أيام ... كنت أفكر في الكتابة عنه .. ففي حالات السفر الطويل تحن على أشخاص بينك وبينهم ذكرى جميلة ... وإن كانت نهايتها مؤلمة بعض الشيء ...


كثيرا ما يطري على بالي هذا الشخص هذه الأيام بالذات ...

كنت في طور صياغة ما سأكتبه عن تجربتي معه .. تدور الأفكار في رأسي ... لا يسعني وقتي لأفتح زاويتي لأمارس هوايتي الجديدة ...


في سنوات الدراسة التي قضيتها في الخارج ... التقيت به .. الحياة الدراسية تحتم علينا التقارب أكثر وأكثر لطبيعة السكن الداخلي اللذي لا يسمح لنا بالخروج من أسوار الأكاديمية الا في عطلة نهاية الاسبوع .. عرفته عن قرب .. تميزه في الدراسة ودرجاته العالية تدل على ذكائه وفطنته .. عشرته تدل على طيب أصله وتربيته الحسنة وأنه خرج من بيت يسمو بالأخلاق ..قلبه مفتوح للجميع .. حسن المعشر... البسمة لا تفارقه ... شقي بذكاء .. محبوب من الجميع ... شاب يعيش ربيع أيامه وينتظر المشرق من قادم الأيام .


في أحد الأيام وتحديدا في الفصل الأول من السنة الرابعة للدراسة .. كنا في قاعة المحاضرات ننتظر المحاضر اللذي تأخر عن وقته ... حمد يمارس شقاوته في الرسم على السبورة ففي كل مرة يرسم فيها شخص من الحاضرين وعلينا التعرف عليه ... يرسم ونتعرف ونضحك كثيرا .. بعد رسمه للأشكال كتب " أحيانا تشعر أن شخص في هذا العالم .. بينما هناك شخص يشعر أنك العالم بأسره" لم أعرف ما جره لكتابة هذه المقولة ... صراحة أثرت فيني هذه الكلمة التي ارتبطت به كلما تذكرتها ... تذكرته


بعدها بأيام يدخل علينا في القاعة أشخاص يسأتذنون المحاضر : حمد بن فلان الفلاني !! تفضل معنا !!!

تم فصله من الأكاديمية بسبب مصيبة كان يتعاطاها القت به في مصح التأهيل ... صدم الجميع من هول المصيبة ! من هذا الشخص بالذات ! في هذا التوقيت قبل تخرجه بأشهر !


كم هي غريبة هذه الدنيا ... تفتح لك أبوابها وتعطيك من خيراتها على أطباق من ذهب .. وتأبى إلا أن تغلقها لتجعل من نفسك نكرة المجتمع !! المستقبل ينتظرك على أكف من نور وتأبى إلا أن تعيش في الظلام !!


الله يصبر أهلك عليك ... والله ما عرفت منك الا كل خير بس !!! قدر الله وما شاء فعل تلك حمكة الله


بيئته بيئة محافظة .. ربما بعض أصحابه كانوا من أصحاب السوابق ... كم هي دنيئة تلك االنفس .. بإمكانها إن تقذف بك إلى أدنى مرتبة للإشباعها إن لم تسيطر عليها .. ربما كانت لحظة ضعف استغلها صاحب سوء جرته إلى الادمان .. لم نعرف التفاصيل ..


استمرت علاقتنا في التواصل حتى انه بعد خروجه من المصح زرناه في بيته وعلمنا منه أنه اشتغل في الجمارك وان حالته من أحسن ما يكون ... بعدها بأشهر تخرجت وعدت إلى الكويت ... من يومها لم اتصل به واكتفيت فقط في السؤال عنه ..



صباح هذا اليوم وعلى غير العادة يأتيني اتصال خارجي : ألو شحالك ... ادري بك مسافر و الوقت موب شي بس حبيت اخبرك حمد توفى بحادث دراجة


إنا لله وإنا اليه راجعون ولله ما أخذ ولله ما أعطى اللهم اغفر له والهم أهله الصبر والسلوان


هل رسم طريقه ليومه ... أم أن الأقدار لها حكمتها ..

Sunday, December 14, 2008

لو اطلعتم على الغيب... لاخترتم الواقع

اخترتها لتكون عنوان لزاويتي ...

منذ سنة ... في نفس هذه الأيام من السنة الماضية ... بدأت أعرف أنه هناك أمور تمنعك حتى من النوم ... بدأ تذمري من واقعي الذي أعيش فيه ... صار النوم علي بالحسرة .. تمر علي الأيام أعاني فيها من قلة النوم وكثرة التفكير ... اكون متعبا وعاجزا عن الراحة ... عرفت معنى أن تكون مهموم
استمرت هذه الحالة قرابة السنة .. هموم كالجبال على صدري ... 25 سنة منذ رأيت هذه الدنيا لم تمر علي سنة أصعب منها ... لا أحب أن أفضي لأحد عما في داخلي ... حتى أقرب الناس لي ... حتى لا يتعدى حزني عالمي ليدخل إلى عالمه ... لا أريد ان يحمل همي على كتفه لأنكد عليه عيشته ... هكذا أراها

يقال أنه في عالم الذكر انه اذا ما حزن أو أن الهم دخل إلى قلبه فإنه يدخل في كهف ليحل مشاكله لوحده لا يحب أن يدخل أحد عالمه الخاص ... هل أنا كذلك ؟

تذمر شديد من الواقع ... البلد في حالة يرثى لها ... مع الأهل أصبحت لا أرى إلا السلبيات مع أن البيت يعمر بالحيوية والفرحة والحياة السعيدة بكل ما تعني الكلمة من معنى ... في الدوانية كما دخلت أخرج لا أنطق بغير السلام ... ممع أقرب الأصدقاء فترت علاقتي حتى أصبحت مقابلتي لهم فرصة إغلاق مجرى الحديث ... صرت أحس أن كل من حولي يضع علي علامات استفهام ويقولون ... ما هكذا عهدناك

فيك شي ؟؟؟ مللت هذا السؤال من كل من يقابلني وذلك مللت الرد "ما فيني الا العافية" وانا في قلبي اقول لو أتكلم ما يسعني حتى ثلاث سنوات لأحكي عما في داخلي

تراكمت علي الأمور والهموم في العمل هم في البيت هم مع الاصدقاء هم صرت لا أرى إلا السلبيات في كل شيء .. فكرت في تغيير وظيفتي إلى مجال آخر بعيد كل البعد عن مجالي الذي عملت فيه منذ فترة قاربت السنتين ... في ليلة من ليالي رمضان ... استشرت أحد الأشخاص وهو من أنجح الشخصيات القريبة مني يكبرني سنا وخبرة في الحياة .. أكبر أبناؤه في نفس عمري ... حدثني عن السلبيات والايجابيات في عملي الحالي و الوظيفة التي أنويها وبعض الأمور فقلت له وهل أرمي ما بنيته وما عملته في شخطة قلم أو استقالة ؟! كان رده أنه لا تنظر إلى الماضي لتبني عليه بقية حياتك ... ممكن أن تكون ما عملته مفتاح لتكون قد حصلت على هذا العرض المقدم لك ... قد يكون ما قد جرى لك فرصة لتقف وتتفكر لتحديد مجرى حياتك ... في نهاية حديثه قال لي قال أحد الحكماء " لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع"
قالها في البداية بدأت افكر في هذه الكلمة ... استوقفتني ... صرت لا أحس إلا بالبسمة تعلو شفتي ... تلك هي ضالتي ... ويستمر في حديثه ولكنه لم يجد الآذان التي تصغي إليه ... كنت قد دخلت في عالمي الخاص ... وكأنه سكب الماء البارد على قلبي ... لم أتمالك نفسي وهو مستمر في حديثه أن أقاطعه بقبلة على الراس ... فتحت الموبايل لأسجل تلك الكلمة حتى لا تطير من بالي ...

تغير الحال من وجه جامد تعلوه علامات الاستفهام إلى شخص لا تفارقه البسمة ... كل ما يأتيني الهم ليداهمني أفتح موبايلي على تلك الكلمة لأقول الحمد لله على كل حال ...

الحمد لله على كل حال

Monday, December 8, 2008

حين لا أجد الا الحروف لترتب فوضى الأفكار ..



أبحث عن زاويتي لأبحث عن ما تبقى من مشاعر و أفكار أفتح اللابتوب على مدونتي اللتي أنشأتها منذ فترة وجيزة ...

تتزاحم الأفكار في رأسي ولكني أجد نفسي عاجزا عن كتابة كلمة ... أكتب نصف سطر وأقوم بمسحه ... كم هي ثقيلة أن تنشر مشاعرك وأفكارك



أشعل سيجارة لطالما لجأت إليها في حالات انعزالي وتفكيري لتكون جليسي في عزلتي ولتساعدني في ترتيب ما يزاحم رأسي ... أشعل الثانية والثالثة لتمتلئ الغرفة برائحة أعشقها ويكرهها الناس حتى صارت ممنوعة في كل مكان ... حتى أنا نفسي بدأت أكرهها و أفكر جديا في التخلي عنها بعد أن كانت معشوقتي الأولى لقرابة العشر سنوات

جميلة هي فرحة العيد وزيارات الأهل ويكفي انك ترى البسمة على وجوه الناس جميعها وهي تبارك بالعيد وتلبس أحلى ثياب في جو من الألفة والتقارب وصلة الرحم بين أشخاص لا تراهم ... إلا بالعيد



قرابة الساعتين لأكتب ما سبق من سطور ...

قرابة نصف علبة سجائر لأكتب ما سبق من سطور ...

كل هذا الكم من التفكير ولم أصل لفكرة أصيغها لأنشرها ...


عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير

Saturday, November 22, 2008